يُعدّ دمج أطفال ذوي احتياجات خاصّة في الحضانات التأهيليّة العلاجيّة خطوة مهمّة لضمان حصولهم على فرصٍ متكافئةٍ في التعليم والعلاج والحياة. مع ذلك، قد تكون عمليّة الدمج مُرهقةً ومثيرةً للقلق بالنسبة لأهالي هؤلاء الأطفال. عندما يضع الأهل طفلهم لأوّل مرّة في بيئة تعليميّة جديدة، من الممكن أن تراودهم مشاعر مختلطة، وربّما متناقضة، كالقلق والتوتّر وعدم الاطمئنان. عند دمج طفلهم في الحضانة، يمرّ أهل الطفل ذي الاحتياجات الخاصّة بمراحل عديدة قد تكون مُثقلة ومرهقة، أوّلها إجراء الفحوصات والتقيّيمات اللازمة في مراكز تطوّر الطفل، ومن ثمّ التوجّه لقسم الشؤون الاجتماعيّة في بلدهم، والذي يقوم بدوره بترتيب إجراءات دخول الطفل إلى الحضانة. يرافق فريق العمل متعدّد التخصّصات الأهل والطفل حتّى يتمكّنوا من التكيُّف والاندماج بشكلٍ تدريجي في الحضانة، إلى أن يشعر الأهل بالطمأنينة والسكينة. يمكن التغلُّب على كلّ التحدّيات من خلال تكاتف جهود جميع الأطراف المعنيّة برعاية الطفل ذي الاحتياجات الخاصّة، وعلى رأسهم الأهل وطاقم الحضانة التأهيليّة.
يتلقّى الأطفال سلّة خدمات متنوّعة تُصمَّم خصّيصًا لتلبية احتياجاتهم الخاصّة. تشمل السلّة:
- العلاج الطبيعيّ لتحسين الحركة، والتنقّل، والتوازن
- العلاج الوظيفيّ لتدريب الطفل على المهارات الحياتيّة اليوميّة، ولتنمية القدرات الحركيّة الدقيقة، ولتلبية الاحتياجات الحسّيّة.
- علاج التواصل، اللغة والنطق لتنمية مهارات التواصل، واللعب، والكلام، واللغة والنطق السليم.
- علاج الأكل والبلع، ويقدّم بواسطة فريق عمل متعدّد التخصّصات.
- تدريب على المهارات التربويّة الاجتماعيّة من قِبَل المعلّمة والمساعِدات.
- رعاية نفسيّة وتوجيه أُسريّ من قِبَل عاملة اجتماعيّة، لمساعدة الأطفال وذويهم على التكيّف الانفعاليّ والنفسيّ
- توجيه ومتابعة طبّيّة من قِبَل ممرّضة مؤهّلة.
- متابعة وإرشاد حول التغذية من قِبَل اخصّائية تغذية.
- علاج إعادة التأهيل البصريّ لأطفال ذوي إعاقة بصريّة.
تشمل الحضانة فريق عمل متنوّع ومؤهّل قادر على تقييم وتحديد احتياجات الطفل ووضع البرامج والخطط العلاجيّة المناسبة والمصمّمة خصّيصًا له، بهدف تنمية المهارات الحركيّة، والعقليّة، والنطقيّة، والانفعاليّة عند الطفل. توفّر الحضانة بيئة آمنة وداعمة تساعد الطفل على التكيّف والتطوّر، فيتمّ الاتّفاق على نظام تواصل منتظم بين الحضانة والأهل، وتتاح للأهل الفرصة للمشاركة في العلاجات التأهيليّة، كما ويتعلّم الأهل آليّات وطرق تطوير مهارات وسلوكيّات جديدة لدى الطفل.
يهتمّ البرنامج اليوميّ المتّبع في الحضانة بدمج الطفل مع أبناء جيله، ممّا يساعده على تطوير مهارات عديدة تساعده على التفاعل والاندماج الاجتماعيّ، واكتساب الثقة بالنفس، والاعتماد على نفسه تدريجيًّا.
نحن نهتمّ جدًّا بتقديم الدعم والتوجيه للأهل حول الطرق المُثلى لرعاية طفلهم وتنمية مهاراته، ممّا يعزّز ثقة الأهل بإمكانيّات طفلهم وملاحظة التقدّم الذي يُحرزه.